قد يتبادر للعقل عند الإجابة على ذلك، بأن الإنسان عندما يتوقف؛ فإنه قد يموت، أو قد يصبح مقيداً لأفكاره، أو ينعزل عن الناس، أو تتوقف لديه المشاعر والأحاسيس، وغير ذلك...
تلك إجابات قدمها الكثير ممن وجه لهم هذا السؤال، وقد كانت إجاباتهم بحسب الفكرة الأولية التي صدرت من خبراتهم؛ ثم أعادوا النظر إلى إجاباتهم، بتعديل وتغيير للإجابة. وفي الأخير توصلوا بالقول: ماذا تقصد بهذا السؤال؟
إن هذه النوع من الأسئلة يجعل الإجابة مفتوحة النهاية، وهذه الإجابات في الغالب تكون صحيحة.
ولكن!!! ماذا يحدث للإنسان عندما يتوقف عن التعلم! عندما يتوقف عن الطموح! عندما يتوقف عن تحقيق الغايات والأهداف! عندما يشعر أن اليوم مثل الأمس ولا جديد! عندما يميل إلى الخمول والكسل! عندما يسعى في أن يُضيّع الوقت بأي طريقة! عندما يتشبع بالإحباط واليأس!.
تلك نماذج نراها في كثير من الأشخاص في حياتنا، ولكن كيف يحدث ذلك؟؟
عندما يتوقف الإنسان عن تحقيق أهدافه وغاياته، يصبح كالماء الراكد الذي لا حياة فيه، ونتيجة لهذا الركود يصبح هذا الماء مستنقعاً، ومقصداً للحشرات واليرقات والطحالب، التي تتوجه إليه تدريجياً وترى فيه غايتها.
فتظهر تلك المخلوقات على شكل أفكار سلبية ترد إلينا من كل مكان، منها ما يطفو على سطح الماء الراكد، ومنها ما يتعمق داخل هذا الماء؛ فتصبح "الأفكار السلبية" عادةً يومية.
هذه الحشرات واليرقات والطحالب تتمثل فيما يلي:
- حشرات "التسويف":
سوف أفعل ذلك بعد ساعة، غداً، بداية الشهر، في وقت ما، وأخيراً ليس لدي وقت للقيام بذلك!!
- يرقات "الراحة الأبدية":
وتظهر في عبارات "الحمد لله مرتاح لوضعي"، "الله لا يغيّر علينا"، "عساك سالم"، ما الذي يدفعني للقيام بذلك؟ من الصعب تحقيق ذلك؟
- طحالب "الوضع الحالي":
وتظهر من خلال "إن الظروف لا تساعد"، "لن تجد من يُقدر لك عملك"
"بعد ما شاب ودوه الكتّاب"!!
هذه الحشرات واليرقات والطحالب، تتفاعل فيما بينها، لتعيش ولتكون مصدرًا ومرتعًا خصباً لجلب ما هو أخطر منها!!؟ ألا وهو - ظهور الضفدع - في هذا الماء الراكد؟؟؟ وتلك هي المشكلة الكبرى! حيث يجد المكان ملائمًا للإقامة في هذا الماء. مصدر غذاؤه تلك الحشرات واليرقات والطحالب- الأفكار السلبية- ؛ فيكبر هذا الضفدع بشكل مخيف!! ويحارب التغيير، ويعمل على عدم حدوثه. حيث يبقى جاثمًا على الإنسان، فلا يستطيع التحرك من أجل تحقيق طموحاته، ويظهر ذلك من خلال التأجيل في إنجاز الأعمال، والتسويف في تحقيقها، ومقاومة أي تغيير.
كذلك يسعى هذا الضفدع إلى التهام الفراشات الجميلة -الأفكار الإيجابية- التي تحوم حول هذا الماء الراكد، والتي تمثل الطموح العالي، والرغبة في فعل شيء مفيد.
كما أن هذا الضفدع لا يقتصر تأثيره على هذا الإنسان الذي لقي فيه غايته، إنما يقوم بإطلاق صوته المزعج (نقيق) على الآخرين، وذلك بمحاربة أفكارهم والتقليل من شأنها، بل العمل على إيقافها بقدر ما يستطيع! لأنه يريد أن يصبح الجميع مثل هذا (الإنسان الضفدع). ومثال ذلك: (أنت فاضي، حسنًا وماذا بعد ذلك!! لم تجد ما يشغلك؟، أنت مجنون للقيام بذلك!، سوف تواجه الكثير من العقبات، قد جربنا ذلك من قبل!).
إذن ما هو الحل للتخلص من هذه العقبات التي أثرت على هذا الإنسان لتحقيق أهدافه وطموحاته. هل ظهور هذه العقبات يكمن في الظروف المحيطة بهذا الإنسان؟ أم هي القدرات التي يمتلكها! أم هي نتيجة لعوامل داخلية (نفسية) به!
إلى من ابتلي بتلك الحشرات، واليرقات، والطحالب"الأفكار السلبية" ووجد الضفدع فيه مبتغاه، سواء في نفسه أو ممن يحيطون به، أقدم لهم بعض الأدوات لتحريك هذا الماء الراكد بالآتي:
1- استعن بالله تعالى بالتوكل، وبالدعاء، والإلحاح على تحقيق انجاز التغيير من وضعك الحالي إلى الوضع الذي تريد.
2- ابدأ بنفسك أولاً بالرغبة في التغيير، وتذكر قول الله تعالى: [إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ] {الرعد:11}.
3- ينبغي أن تعلم أنه إذا فقدت المعنى الكبير من التغيير، يصبح التغيير ليس له معنى!.
4- حدد أهدافك العامة التي تريد تحقيقها، على أن تكون منبثقة من أهدافك الخاصة.
5- حدد أمورًا تريد تغييرها وتطويرها: في ذاتك، في علاقتك بالله عز وجل، في حياتك الأسرية، في حياتك العامة.
6- البدء في المهام التي ترى أنه من السهل تحقيقها في فترة زمنية قصيرة، ثم انتقل تدريجياً إلى أن تصل إلى الهدف العام.
7- ازرع الثقة في نفسك، واليقين بأن لديك قدرات لم تستخدمها بعد، وتذكر أنه عندما نضع لأنفسنا حدوداً فإننا نعيق تطورنا.
8- عليك بإزالة الأفكار السلبية، واستبدالها بأفكار ايجابية تحقق لك طموحاتك.
9- تخلص من الفكرة التي تؤيد بأن مشكلتك من غيرك.
10- تحرك ضمن إمكاناتك، ولا تقل: " لو أنني أملك هذا الشيء لكنت أكثر قدرة".
11- انظر إلى المستقبل الذي سوف تكون عليه بعد التغير، فالمستقبل هو المكان الذي سنقضي فيه ما تبقى لنا من عمر.
12- اختر قدوة لك من خلال متابعة سير المبدعين والناجحين الذين حققوا انجازات في حياتهم.
13- عدم الانشغال بأحاديث الآخرين السلبية وانطباعاتهم عن ما تقوم بعمله.
14- لا تقارن نفسك بالفاشلين.
15- ينبغي أن تعلم إن التغيير يبنى على: التفاؤل، الهمة العالية، الإنتاجية، الدافع، تحديد الهدف، حل المشكلات، القناعة، التفكير.
16- تذكر أن من عوائق التغيير: عدم وجود هدف واضح، اليأس،إهدار الوقت، التسويف، التفكير السلبي، القلق، الانسحاب الدائم، ضعف الثقة بالنفس، الكسل والخمول.
17- اعتبر كل فشل يصادفك إحدى تجارب الحياة التي تسبق كل نجاح وانتصار؛ فالليل مهما طال فلا بد من بزوغ الفجر. قال أحدهم: "النجاح سلالم لا تستطيع أن ترتقيها ويداك في جيبك!!".
18- اجعل ماءك جاريًا باستمرار، وذلك برياح الدافعية الموجودة في داخلك؛ ومتى ما كانت تلك الرياح نشطة، يبقى جريان الماء عذبًا يسر الناظرين.