سن المراهقة و الطيش
كلمة العناد هي إحدى المرادفات الوثيقة الصلة بالمراهقة
وسن الطيش كما يطلقون عليها، ودائماً ما يكون العناد في هذه المرحلة
مرتبطاًً بالتمسك بالآراء
التي تحمل في الغالب وجهة نظر خاطئة نظراًً
لقلة خبرة الأبناء في هذه السن الحرجة والتي كما سبقنا وأن أشرنا أن
المراهق يمر فيها بتغيرات فسيولوجية وعضوية طبيعية والتي يفسرها الكثير
علي أنها عناد وطيش، ويبدو الأمر وكأنه معركة ينظر كل طرف إليها علي أنه
لابد وأن يكون المنتصر فيها، فالآباء هم الجهة المسئولة عن تربية أبنائهم
ويرون ضرورة الخضوع من قبل الأبناء ... والأبناء في هذه السن يشعرون من
داخلهم أنهم قادرون علي تحمل المسئولية وليسوا في حاجة إلي تلقي الأوامر
التي هي في الأصل نصائح إرشادية ويبدون رغبتهم في التحدي.
ومن الأمور
التي تثير جدلاًًَ ويقع فريستها الأفراد والنسبة العظمي منها تكون للشباب
والمراهقين هي معضلة التدخين، فالمسئولية في المقام الأول والأخير هي
مسئولية الآباء، ومن ثم كيف تقي ابنك/ابنتك من الوقوع فريسة لهذا السم
القاتل؟!!
- علي الرغم من مهاجمة ومحاربة التدخين، إلا أن الإعلانات
الترويجية تملأ الشوارع ووسائل الإعلام المختلفة؟ والإعلانات هو وسيلة
الإقناع لذلك عليك بالبدء بمحو آثار هذه الحملات الإعلانية حتى تنزع من
تفكيرهم مفعول تأثيرها الفتاك، بأن تتناول المساوئ التي تتصل بالمظهر لأن
الفتاة أو الفتي في هذه السن يعتني بمظهره ويعتبر أكثر شئ يؤرقه، فأنت
بهذا تدخل مدخلاًً صحيحاًً لكي يقتنع بكل ما تقوله: مثل رائحة النفس
الكريهة، تغير لون الأسنان والأصابع، امتلاء الملابس برائحة دخان السجائر،
إلي جانب تذكيرهم بأن أصدقائهم من الجنس الآخر سينفرون منهم لأن هذا السن
هو سن العواطف الجياشة.
- الاحتراس من إمتلاك المراهقين السلع
الترويجية والإكسسوارات الخاصة بشركات التبغ مثل "التي شيرت" ... وغيرها
من الوسائل الدعائية الأخرى، لأن المراهقين يكونوا عرضة للبدء في عملية
التدخين بنسبة تفوق ثلاث مرات نسبة الذين لا يمتلكون مثل هذه الإكسسوارات.
- علمهم قوة الإرادة وتكوين رأي فردي دون التأثر برأي الأصدقاء الذين
يلعبون الدور الأعظم في تكوين شخصية المراهق التي إما أن تكون سوية أو
منحرفة، وذلك لبعد الأبناء عن آبائهم في هذه المرحلة العمرية للتحرر من
السيطرة وإصدار قراراتهم بالمقدرة علي تحمل المسئولية.
- زودهم
دائماًً بالمعلومات الطبية الصحيحة المكتوبة عن التدخين وما يسببه من مضار
جسيمة للصحة، لأن المراهق في هذه السن من الصعب اقتناعه بأي رأي يقدم له
إلا من خلال براهين وأدلة فعلية علي ذلك.
- إلي جانب المادة
التعليمية قدم لهم أمثلة ونماذج من الأقارب الذين يعانون من سلبيات
التدخين، لأن المراهق لا ينظر إلا تحت أقدامه أي ليست لديه نظرة مستقبلية
لعواقب الأمور فهو لا يربط المشكلة بالمستقبل كأن تخبره أن التدخين يسبب
لك العديد من الأمراض والتي لا تظهر عند تدخينه لأول سيجارة أو بعدها
بمئات المرات وعليه فهو لا يقتنع بذلك مهما ذكرت له من أهوال ترتبط
بالتدخين. ويمكنك أن تظهر هذه الجوانب السلبية بواقعية أكثر من مجرد
الكلام بأن تضرب لهم أمثالا ممن تأثروا بسلبيات التدخين.
- وللمدرسة
دوراً هاماًً إلي جانب دور الآباء، من خلال تقديم برامج توعية ليس للطلاب
المراهقين فقط وإنما لجميع المراحل التعليمية بدءاً من سن الحضانة "لأن
التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر".
* هل تعرف أن الرياضة أيضاًً
لها دوراًً فعالاً، حيث يمكنك أن تستند عليها كذريعة لإقناع الأبناء بعدم
الانغماس في التدخين، وذلك لتضادها مع أي نشاط رياضي يمكن أن يمارسه
الشخص.
- "وتأتي القشة التي قسمت ظهر البعير" وهي ما الحل إذا كنت من
إحدى المدخنين فكيف تقنع ابنك أو ابنتك إذا بترك السيجارة أبدأ بنفسك
أولاًً حتى تكون وسائل الإقناع مجدية ... وإلا فعليك نسيان كل كلمة دونت
هنا!!SANDRILLA